الطبيب المتهم بعمليات الإجهاض يدلي بإفادات مثيرة
الخرطوم: حافظ الخير
شن الطبيب (ع. أ) المتهم باجراء عمليات اجهاض بطريقة غير قانونية امس هجوماً كاسحاً على الفتيات فى المجتمع السودانى، وقال لدى استجوابه امس امام محكمة جنايات الخرطوم شمال برئاسة القاضى عصمت محمد يوسف التى تنظر فى محاكمته بتهم قتل الاطفال حديثى الولادة والاجهاض خارج القانون، إن (25%) منهن يحملن بطرق غير شرعية وانه يسعى الى تقديم المساعدة لهن حتى لا يفقدن حياتهن نتيجة اجراء عمليات اجهاض غير مضمونة بواسطة قابلات او ممرضات لا خبرة لهن وحتى لا يقتلن بايدى اسرهن خوفاً من العار او يمتن بالانتحار، وذكر انه عالج اكثر من (120) الف مريضة واجرى (10) آلاف عملية توليد لاجنة ميتة فى الارحام، وعالج ( 5) آلاف حالة عقم. وانتقد الطبيب جهل بعض الفتيات بوسائل منع الحمل المتاحة فى الصيدليات، ووصفهن بأنهن غير مثقفات صحياً وغير مدركات لوجود وسائل منع الحمل، وقال انه يتلقى يومياً نحو (200) محادثة هاتفية من النساء ( 100) حالة حمل غير شرعى تطلب المساعدة. وشبه طبيب الاجهاض نفسه برجل الاطفاء الذى يخمد الحرائق؟
وتساءل هل يزج بمطفىء الحرائق فى السجن؟ ودافع عن انه بفعله هذا لم يخالف القانون، ووصف الحمل غير الشرعى للفتيات فى المجتمع بانه ظاهرة تفشت مثل الوباء بالبلاد اصاب كل فئات المجتمع، الجاهل والمتعلم، الغنى والفقير، وعدد اسبابها بالتحول الاجتماعى الذى حدث فى المجتمع السودانى وغزو الفضائيات والعولمة والانترنت والموبايلات واقامة فتيات الولايات فى الداخليات الجامعية والفقر المدقع للاسر والتفكك الاسرى والاغتراب والتخلف العقلى للبنات، وشدد على انه من المستحيل محاربة ما اسماه بظاهرة الحمل غير الشرعى، وقال انها اصبحت شبه عالمية وان المجتمعات المتحضرة حاربتها بالتوعية الصحية بموانع الحمل والتخويف بالايدز. ودافع طبيب الاجهاض عن آرائه وقال انه كان يسعى من خلال المؤتمرات والصحف والبرامج الاذاعية التى كان يقدمها الى تبصير البنات بموانع الحمل حتى لا يفقدن حياتهن بالاجهاض ولا يضطررن الى التخلص من الجنين بالاجهاض عن طريق القابلات والممرضين والدجالين، ووصف نفسه بانه (نصير المرأة)، وقال ان اكثر الوفيات للامهات فى السودان ناتجة عن اجهاض الحمل غير الشرعى وانه جاهر بذلك فى المؤتمرات العالمية، وقال ان رأيه هذا وجد معارضة من زملائه الاطباء وقاد بعضهم للحقد عليه، مشيراً الى ان المجتمع يحتاج الى مواجهة المشكلة، وتابع (يجب ان لا ندفن رؤوسنا فى الرمال مثل النعامة). واوضح طبيب الاجهاض انه تقدم للعمل بمستشفى الخرطوم لكن رفضه مدير المستشفى آنذاك الدكتور على سلامة وقال له لن يتم تعيينك لكون لست تابعاً للنظام الحاكم، وذكر انه قدم اجهزة فحص نبض الاجنة فى بطون امهاتهم وجهازاً آخر حديث لفحص الموجات الصوتية هدية الى المستشفى لمساعدة المرضى الا ان سلامة رفضها. واتهم طبيب الاجهاض الاطباء بمستشفى الخرطوم بالاهمال فى علاج حالات الولادة وآلام الحوامل وقال انهن يكن تحت رعاية اطباء الامتياز الذين يتعلمون فيهن الطب وان الاختصاصيين فى المستشفى غير موجودين بصورة مستمرة ويقضون معظم وقتهم فى عياداتهم الخاصة، وقال ان عيادته استقبلت عدداً من الحوامل لجأن اليه من مستشفى الخرطوم بعد معاناة من الاهمال وعدم الرعاية، واتهم اطباء مستشفى الخرطوم باستخدم الطرق التقليدية فى اجهاض الحامل المتوفى طفلها فى الرحم حيث يمكث الطفل ثلاثة اسابيع بينما يخرجه هو فى (12) ساعة باستخدام ادوية وعقارات باهظة الثمن تتحاشى وزارة الصحة جلبها من الخارج لانها غالية، وقال ان ثلاثة ارباع الادوية الحديثة فى العالم غير مسجلة فى السودان.
المصدر: صحيفة السوداني.